يستعرض أحمد عودة، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وشمال إفريقيا لدى شركة في إم وير في هذه المقالة دور البيئات متعددة السحابة في دعم مبادرات التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، إذ تستعين المملكة العربية السعودية بالتكنولوجيا الحديثة من أجل تحسين مستوى أداء القطاعين العام والخاص بشكل جذري، وذلك بهدف تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. هذا، ومن المتوقع ارتفاع معدل الإنفاق على تقنية المعلومات في المملكة لهذا العام بنسبة 4.3 بالمائة، مسجلاً بذلك ما قيمته 11 مليار دولار، وفقاً لنتاج آخر الدراسات الصادرة عن شركة آي دي سي لأبحاث السوق.
وانطلاقاً من عمليات رقمنة المحتوى (أي نقله إلى الصيغة الرقمية) على مستوى قطاع الرعاية الصحية والتعليم، مروراً بتوفير أعلى درجات التكامل ما بين الخدمات بواسطة تطبيقات الأجهزة المحمولة، وانتهاءً بمراكز الخدمة الإلكترونية القدرة على توفير تجارب مرنة وانسيابية للعملاء، تتطلع الحكومة إلى تحسين مستوى الكفاءة التشغيلية في المؤسسات على امتداد المملكة، ناهيك عن خططها الرامية لبناء مدينة الأحلام “نيوم” المتقدمة تقنياً، والتي تبلغ كلفتها 500 مليار دولار.
وستعمل هذه المدينة الضخمة بالكامل استناداً على الطاقة الشمسية، كما أنها ستستعمل وسائل نقل ذاتية التحكم، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وستقوم بزراعة المزارع المستدامة، والصناعات التحويلية المتطورة. لذا، فإنها ستكون أعجوبة من أعاجيب هذا الزمان عندما تبصر النور.
وتأتي هذه التطلعات، وما يوازيها من عمليات التحول الرقمي، لتأجج موجة الطلب على طاقة الحوسبة المتقدمة، التي تتميز بكونها فائقة الاستجابة، والتوسع، والتحكم، والانسيابية. وبحلول العام 2018، أضحت الحوسبة السحابية ضرورة لابد منها من أجل الحصول على بنية تحتية رقمية قوية، كما أنها تلعب دوراً حيوياً ضمن الأنشطة الصناعية المتقدمة التي نشهدها في يومنا الراهن. لكن عندما يرتبط الأمر بدول الخليج، فإن عمليات نشر البيئات متعددة السحابة ستوفر الحل الأفضل والأمثل لتسهيل عملية الارتقاء نحو الاقتصاد الرقمي، المدعوم بمجتمع رقمي قوي. فهذه البيئات الهجينة ستتيح للمؤسسات العاملة في المنطقة القدرة على استضافة تطبيقاتها وبياناتها الهامة داخل المؤسسة، وفي الوقت نفسه استثمار الخدمات السحابية العامة من أجل سير عمليات الأعمال الطرفية.
بالتالي، وقبل الشروع برحلات التحول الرقمي، يتوجب على المؤسسات صياغة استراتيجية سحابية مناسبة لها، مع وضعها قيد التطبيق. كما أن المزيج المثالي لهذه العناصر سيحدد مدى قدرتها على دفع مسيرة التحول بالنسبة لبيئات الأعمال التنافسية، الموجهة بالبيانات، والتي تشهد حركة بيانات كثيفة عبر الأجهزة المحمولة.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعتبر من الأسواق الرئيسية بالنسبة لشركة في إم وير، فبعد توسع عملياتنا في مدينة الرياض، قام بات غلسينغر، الرئيس التنفيذي للشركة، بزيارة المملكة للمرة الأولى خلال شهر مايو الماضي. كما أننا نواصل دعم الشركات في البلاد من أجل جني نتائج الأعمال المنشودة. وتساعد شركة في إم وير أيضاً العملاء على امتداد مسيرة استثمارهم للبرمجيات والخدمات السحابية والمحمولة والأمنية، ما يتيح لهم إمكانية إنشاء ما يلبي متطلباتهم بدقة عالية، وبالطريقة التي يرغبون بها، سواءً كان ذلك لعملياتهم الحالية أو المستقبلية.
كما أننا نؤمن، وبقوة، بأن المؤسسات التي ستعمل جاهدةً لوضع الأسس التي تؤهلها المنافسة في الوقت الحاضر، والقادرة على دعم التقنيات الصاعدة في المستقبل، ستجني أكبر كمّ من الفوائد، وهو ما تستطيع السحابة تأمينه وتوفيره كفوائد مباشرة لرفع مستوى الكفاءة والانسيابية والابتكار.